الحنين..
وينبض القلب ألماً وأنين..
ويصرخ الشوق الدفين..
ويعلو الصوت بالدعاء..
وتجهش العين بالبكاء..
ولا أحد يلبي النداء..
تحاول الهروب ولكن لا مفر..
تحاول الصراع فتبقى صريع..
تجرب النسيان الذي نسيك منذ أبعد الأزمان
ولكنك تبقى محتفظا بالذكريات فلا سبيل لذهابها ولا طريقة لتناسيها
حينها تشعر بأن الكون كله ضدك
وأن الرياح تعاكس هواك وتشتد لتجرف بك إلى بؤرة الأحزان
تشعر بأن جميع من حولك يجبر نفسه
ويقاوم فطرته لكي يبقيك حزينا مكسورا
تبدأ بالتسآؤل لما كل هذا.. هل هو غضب من الرحمن..
أم قسوة من الزمان.. أم كره وجفاء من الأهل والخلان؟؟!!
تحاول العثور على إجابة مقنعة .. إجابة تشفي الغليل ..
تكفكف الدمع السكيب .. وتطفئ اللهيب بالقلب العليل
ولكن !! لا مفر .. لا إجابة ولا تبرير لتصرفات
من هم أعز الناس على قلبك تجرب التأويل بأن تلك الأفعال
هي دليل على الحب والإخاء..
وتقنع نفسك بتلك الكذبة..
فتبدأ بشق طريقك إلى الابتسامة.. وتمسح دموعك متمنيا ألا
تعود لكن ما هي إلا ثواني معدودة لتعود أكثر مما كانت عليه ..
تعود منسكبة كالشلالات الشديدة لأنك تعلم أن من يحب لا يجرح ..
لأنك تعلم أن من يحب لا يطعن ..
ولأنك تعلم أن من يحب لايتخلى عنك في أشد محنك
بل هو يحاول أن يفديك بحياته في تلك اللحظات ..
يحاول أن يبحث عن شيء يعيد لك التفاؤل والسعادة ..
ويبدأ بالتنقيب عما يجعله يسمع ضحكاتك تهز الجدران
لأنه لا يحب أن يرى دموعك .. ولا يتمنى رؤيتك حزينا ..
ولأنه يرجو لك السعادة دائما وأبدا وإن كانت على حساب سعادته
فهو يعلم أن الحب ليس بكلمة تنطق .. ولا ببسمة ترسم ..
ولا بنظرة شغف وشوق تطلقها عيناه ربما تكون في أغلب
الأحيان نظرة كاذبة يضحك بها
على من أمامه ويضحك بها على نفسه أيضا ليقنع نفسه
بالعشق والولهفهو يعلم أن الحب لا يكون إلا لله وفي الله ..
وأن الحب هو تضحية وتنازل .. إيثار ودعاء .. خوف ورجاء ..
كلها تكون لمن أحب سبيلا لإبقائه فرحا مسرورا...! وفي نهاية مطافك بتلك الأفكار
والتبريرات .. الأجوبة والتعليلاتتستسلم لحزنك .. وتمسك بوسادتك لتحيلها
إلى نهر تصب فيه شلالات دموعك متأسفا لحالك .. ومتمنيا من الله أن يسامح
من كان سببا في إحالتك لهذا الحال وتدعو له بالتوفيق
والنجاح وقلبك يعتصر ألما على ظلمه
وجرحه لك .. ويقطر أسى ولوعة على فراقه
وتشتد حزنا على أسئلتك التي بقيت بلا إجابة؟؟!!
الأحد يناير 17, 2010 2:16 am
