عد 15 عاما من الحادث المأساوي الذي أودى بحياة البرازيلي إيرتون سينا ، بطل العالم لسباقات فورمولا -1 ثلاث مرات ، عن عمر يناهز الرابعة والثلاثين لا يزال المئات من مواطني البلاد يحرصون على زيارة قبره ، ويتذكرونه بإعجاب كبير وألم لفقدان من يعتبرونه أفضل سائق في تاريخ البرازيل في الوقت الذي يتطلعون فيه إلى بطل آخر يخلفه.
ووقع الحادث في الأول من أيار/مايو عام 1994 في إيطاليا ، عندما تسبب أحد المنعطفات الخطيرة في فقدان السائق ، الذي كان يسير بسيارة فريق ويليامز على سرعة 300 كيلومتر في الساعة ، السيطرة على سيارته ليصطدم بسور الحماية لحلبة إيمولا ويلقى مصرعه.
وفي عالم فورمولا -1 فاز سينا في 41 سباقا وانطلق من المركز الأول في 65 مرة ، وحصل على بطولة العالم أعوام 1988 و1990 و1991 ليضمن لنفسه مكانا بين أهم الرياضيين البرازيليين على مر التاريخ.
بدأ سينا ، ثالث برازيلي يتوج بلقب بطولة العالم لسباقات فورمولا -1 بعد مواطنيه إيمرسون فيتيبالدي ونيلسون بيكيت ، مشواره مع اللعبة عام 1984 عندما شارك في سباق الجائزة الكبرى البرازيلي.
وبعد 11 عاما في عالم فورمولا -1 ، أصبح سينا في سن الثامنة والعشرين ثالث سائق في تاريخ اللعبة من حيث عدد السباقات التي فاز بها في سجله ، والثاني من حيث مرات الانطلاق من المركز الأول والثالث من حيث عدد النقاط التي جمعها والثالث أيضا من حيث مرات الصعود إلى منصة التتويج.
والآن وبعد 15 عاما من المأساة التي هزت مشاعر 190 مليون مواطن برازيلي تابعوا نقل الجثمان من أوروبا إلى بلادهم ، لم تنجب البلاد بعد بطلا يمكنه الاقتراب من إنجازات "عملاق أمريكا الجنوبية" وارتضت فقط بوصافة بطولة العالم ثلاث مرات.
وبعد رحيل سينا ، اتجهت أنظار البرازيليين صوب روبنز باريكيللو لكنه اكتفى بإحراز المركز الثاني مرتين مع فريق فيراري عامي 2002 و2004 دون أن يقطع الخطوة الأخيرة ويفوز ببطولة العالم حتى الآن.
وانتقلت الأعين إلى فيليبي ماسا مع الفريق الإيطالي أيضا ، وبدا أنه قادر على نيل اللقب العام الماضي قبل أن يخسره بطريقة درامية نهاية الأمر.
فوسط جماهيره وفي آخر سباقات العام تمكن ماسا من القيام بدوره ونيل لقب السباق الذي أقيم على حلبة إنترلاجوس البرازيلية ، ووقف بانتظار البريطاني لويس هاميلتون الذي كان بحاجة إلى تحقيق المركز الخامس على الأقل لانتزاع اللقب منه.
وفي نهاية السباق ، تمكن سائق فريق ماكلارين مرسيدس بشكل إعجازي من التقدم على الألماني تيمو جلوك سائق تويوتا ، ليحرز المركز الخامس ويفوز بلقب بطولة العالم من الباب الضيق ويترك للبرازيليين حسرة ووصافة سأموها.
وفي الموسم الحالي تبدو الأمور ، أصعب بعد أن فشل ماسا إلى الآن في الحصول على أي نقاط بعد أربع سباقات لتوقن البلاد بأنها لم تنجب "سينا الجديد" حتى الآن.